اللغة العربية - المختصر في تفسير القرآن الكريم * - فهرس التراجم


سورة: الروم   آية:

الروم

من مقاصد السورة:
تأكيد تفرّد الله سبحانه بتصريف الأمور، وبيان سنن الله في خلقه.

الٓمٓ
(الم) سبق الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
التفاسير العربية:
غُلِبَتِ ٱلرُّومُ
غَلَبَتْ فارسُ الرومَ.
التفاسير العربية:
فِيٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ
في أقرب أرض الشام إلى بلاد فارس، والروم من بعد غلبة فارس لهم سيغلبونهم.
التفاسير العربية:
فِي بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
في زمن لا يقل عن ثلاث سنوات، ولا يزيد على عشر، لله الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده، ويوم يغلب الروم فارس يفرح المؤمنون.
التفاسير العربية:
بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
يفرحون بنصر الله للروم لأنهم أهل كتاب، ينصر الله من يشاء على من يشاء، وهو العزيز الذي لا يُغَالَب، الرحيم بعباده المؤمنين.
التفاسير العربية:
من فوائد الآيات في هذه الصفحة:
• لجوء المشركين إلى الله في الشدة ونسيانهم لأصنامهم، وإشراكهم به في الرخاء؛ دليل على تخبطهم.

• الجهاد في سبيل الله سبب للتوفيق إلى الحق.

• إخبار القرآن بالغيبيات دليل على أنه من عند الله.

وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ
هذا النصر كان وعدًا من الله تعالى، لا يخلف الله وعده ذلك، وبتحققه يزداد المؤمنون يقينًا بوعد الله بالنصر، أما أكثر الناس فلا يفقهون هذا لكفرهم.
التفاسير العربية:
يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ
لا يعلمون الإيمان وأحكام الشرع، وإنما يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا يتعلق بكسب المعاش وبناء الحضارة المادية، وهم عن الآخرة التي هي دار الحياة الحقيقية معرضون، لا يلتفتون إليها.
التفاسير العربية:
أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٖ مُّسَمّٗىۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآيِٕ رَبِّهِمۡ لَكَٰفِرُونَ
أَوَلم يتفكر هؤلاء المشركون المكذبون في أنفسهم كيف خلقها الله وسواها. ما خلق الله السماوات وما خلق الأرض وما بينهما إلا بالحق، فلم يخلقهما عبثًا، وجعل لهما أجلًا محددًا لبقائهما في الدنيا، وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم يوم القيامة لكافرون، لذلك فهم لا يستعدون للبعث بالعمل الصالح المرضي عند ربهم.
التفاسير العربية:
أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ
أَوَلم يسر هؤلاء في الأرض ليتأملوا كيف كانت نهاية الأمم المكذبة من قبلهم، كانت هذه الأمم أشد منهم قوة، وقلبوا الأرض للزراعة والتعمير، وعمروها أكثر مما عمرها هؤلاء، وجاءتهم رسلهم بالبراهين والحجج الواضحة على توحيد الله فكذبوا، فما ظلمهم الله حين أهلكهم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بإيرادها موارد الهلاك بسبب كفرهم.
التفاسير العربية:
ثُمَّ كَانَ عَٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسۡتَهۡزِءُونَ
ثم كانت نهاية الذين ساءت أعمالهم بالشرك بالله وعمل السيئات، النهاية البالغة في السوء؛ لأنهم كذبوا بآيات الله، وكانوا يستهزئون بها، ويسخرون منها.
التفاسير العربية:
ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ
الله يبدأ الخلق على غير مثال سابق، ثم يفنيه، ثم يعيده، ثم إليه وحده ترجعون للحساب والجزاء يوم القيامة.
التفاسير العربية:
وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ
ويوم تقوم الساعة ييئَس المجرمون من رحمة الله، وينقطع أملهم فيه؛ لانقطاع حجتهم على الكفر بالله.
التفاسير العربية:
وَلَمۡ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَآئِهِمۡ شُفَعَٰٓؤُاْ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ كَٰفِرِينَ
ولم يكن لهم من شركائهم - الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا - من يشفعون لإنقاذهم من العذاب، وكانوا بشركائهم كافرين، فقد خذلوهم حين كانوا بحاجة إليهم لأنهم كلهم سواء في الهلاك.
التفاسير العربية:
وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ
ويوم تقوم الساعة في ذلك اليوم يتفرق الناس في الجزاء حسب أعمالهم في الدنيا، بين مرفوع إلى عِلِّيين، ومخفوض إلى أسفل سافلين.
التفاسير العربية:
فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ
فأما الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات المرضية عنده، فهم في جنة يُسَرّون بما ينالون فيها من النعيم الدائم الذي لا ينقطع أبدًا.
التفاسير العربية:
من فوائد الآيات في هذه الصفحة:
• العلم بما يصلح الدنيا مع الغفلة عما يصلح الآخرة لا ينفع.

• آيات الله في الأنفس وفي الآفاق كافية للدلالة على توحيده.

• الظلم سبب هلاك الأمم السابقة.

• يوم القيامة يرفع الله المؤمنين، ويخفض الكافرين.

وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ
وأما الذين كفروا بالله، وكذبوا بآياتنا المنزلة على رسولنا، وكذبوا بالبعث والحساب، فأولئك الذين أُحضروا للعذاب فهم ملازمون له.
التفاسير العربية:
فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ
فسبِّحوا الله حين تدخلون في وقت المساء؛ وهو وقت صلاتَيِ: المغرب والعشاء، وسبِّحوه حين تدخلون في وقت الصباح، وهو وقت صلاة الفجر.
التفاسير العربية:
وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ
وله وحده سبحانه الثناء؛ في السماوات يحمده ملائكته، وفي الأرض تحمده خلائقه، وسبِّحوه حين تدخلون في العشي وهو وقت صلاة العصر، وسبِّحوه حين تدخلون في وقت الظهر.
التفاسير العربية:
يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَيُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ وَكَذَٰلِكَ تُخۡرَجُونَ
يُخْرِج الحي من الميت، مثل إخراجه الإنسان من النطفة، والفرخ من البيضة، ويُخْرِج الميت من الحي، مثل إخراجه النطفة من الإنسان، والبيضة من الدجاجة، ويحيي الأرض بعد جفافها بإنزال المطر وإنباتها، ومثل إحياء الأرض بإنباتها تخرجون من قبوركم للحساب والجزاء.
التفاسير العربية:
وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ إِذَآ أَنتُم بَشَرٞ تَنتَشِرُونَ
ومن آيات الله العظيمة الدالة على قدرته ووحدانيته: أن خلقكم - أيها الناس - من تراب حين خلق أباكم منه، ثم إذا أنتم بشر تتكاثرون بالتناسل، وتنتشرون في مشارق الأرض ومغاربها.
التفاسير العربية:
وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ
ومن آياته العظيمة كذلك الدالة على قدرته ووحدانيته أن خلق لأجلكم - أيها الرجال - من جنسكم أزواجًا لتطمئن أنفسكم إليهن للتجانس بينكم، وَصَيَّرَ بينكم وبَيْنَهُنَّ محبة وشفقة، إن في ذلك المذكور لبراهين ودلالات واضحة لقوم يتفكرون؛ لأنهم الذين يستفيدون من إعمال عقولهم.
التفاسير العربية:
وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ
ومن آياته العظيمة الدالة على قدرته ووحدانيته: خلق السماوات وخلق الأرض، ومنها اختلاف لغاتكم، واختلاف ألوانكم، إن في ذلك المذكور لبراهين ودلالات لأهل العلم والبصيرة.
التفاسير العربية:
وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ مَنَامُكُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱبۡتِغَآؤُكُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ
ومن آياته العظيمة الدالة على قدرته ووحدانيته: نومكم بالليل، ومنامكم بالنهار لتستريحوا من عناء أعمالكم، ومن آياته أن جعل لكم النهار لتنتشروا فيه مبتغين الرزق من ربكم، إن في ذلك المذكور لبراهين ودلالات لقوم يسمعون سماع تدبر وسماع قبول.
التفاسير العربية:
وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ
ومن آياته العظيمة الدالة على قدرته ووحدانيته: أن يريكم البرق في السماء، ويجمع لكم فيه بين الخوف من الصواعق، والطمع في المطر، وينزل لكم من السماء ماء المطر، فيحيي الأرض بعد جفافها بما ينبت فيها من نبات، إن في ذلك لبراهين ودلالات واضحة لقوم يعقلون، فيستدلون بها على البعث بعد الموت للحساب والجزاء.
التفاسير العربية:
من فوائد الآيات في هذه الصفحة:
• إعمار العبد أوقاته بالصلاة والتسبيح علامة على حسن العاقبة.

• الاستدلال على البعث بتجدد الحياة، حيث يخلق الله الحي من الميت والميت من الحي.

• آيات الله في الأنفس والآفاق لا يستفيد منها إلا من يُعمِل وسائل إدراكه الحسية والمعنوية التي أنعم الله بها عليه.

وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ
ومن آيات الله الدالة على قدرته ووحدانيته قيام السماء دون سقوط، والأرض دون انهدام؛ بأمره سبحانه، ثم إذا دعاكم سبحانه دعوة من الأرض بنفخ المَلَك في الصُّور إذا أنتم تخرجون من قبوركم للحساب والجزاء.
التفاسير العربية:
وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ
وله وحده من في السماوات، وله من في الأرض ملكًا وخلقًا وتقديرًا، كل من في السماوات وكل من في الأرض من مخلوقاته منقادون له مستسلمون لأمره.
التفاسير العربية:
وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ
وهو سبحانه الذي يبدأ الخلق على غير مثال سابق، ثم يعيده بعد إفنائه، والإعادة أيسر من الابتداء، وكلاهما سهل عليه لأنه إذا أراد شيئًا قال له: (كن) فيكون، وله عز وجل الوصف الأعلى في كل ما يوصف به من صفات الجلال والكمال، وهو العزيز الذي لا يُغَالَب، الحكيم في خلقه وتدبيره.
التفاسير العربية:
ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ
ضرب الله لكم - أيها المشركون- مثلًا مأخوذًا من أنفسكم: هل لكم من عبيدكم ومماليككم شريك يشارككم في أموالكم بالسوية، تخافون أن يقتسموا أموالكم معكم كما يخاف بعضكم من شريكه الحر أن يقسم معه المال؟ هل ترضون لأنفسكم من عبيدكم بهذا؟ لا شك أنكم لا ترضون بذلك، فالله أولى بألا يكون له شريك في ملكه من مخلوقاته وعبيده، بمثل ذلك من ضرب الأمثال وغيره نبين الحجج والبراهين بتنويعها لقوم يعقلون، لأنهم هم الذين ينتفعون بذلك.
التفاسير العربية:
بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ
ليس سبب ضلالهم قصورًا في الأدلة، ولا عدم بيان لها، وإنما هو اتباع الهوى وتقليد آبائهم، جهلًا منهم لحق الله عليهم، فمن يوفِّق للهداية من أضله الله؟! لا أحد يوفِّقه، وما لهم من ناصرين يدفعون عنهم عذاب الله.
التفاسير العربية:
فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ
فتوجَّه - أيها الرسول - أنت ومن معك للدين الذي وجَّهك الله إليه؛ مائلًا عن جميع الأديان إليه، دين الإسلام الذي فطر الناس عليه، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، ولكن معظم الناس لا يعلمون أن الدين الحق هو هذا الدين.
التفاسير العربية:
۞ مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ
وارجعوا إليه سبحانه بالتوبة من ذنوبكم، واتقوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأتموا الصلاة على أكمل وجه، ولا تكونوا من المشركين الذين يناقضون الفطرة فيشركون مع الله غيره في عبادتهم.
التفاسير العربية:
مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ
ولا تكونوا من المشركين الذين بدلوا دينهم، وآمنوا ببعضه، وكفروا ببعضه، وكانوا فِرَقًا وأحزابًا، كل حزب منهم بما هم عليه من الباطل مسرورون، يرون أنهم وحدهم على الحق، وأن غيرهم على الباطل.
التفاسير العربية:
من فوائد الآيات في هذه الصفحة:
• خضوع جميع الخلق لله سبحانه قهرًا واختيارًا.

• دلالة النشأة الأولى على البعث واضحة المعالم.

• اتباع الهوى يضل ويطغي.

• دين الإسلام دين الفطرة السليمة.

وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرّٞ دَعَوۡاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُم مِّنۡهُ رَحۡمَةً إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ
وإذا أصاب المشركين شدةٌ من مرض أو فقر أو قحط دعوا ربهم سبحانه وحده راجعين إليه بالتضرع والالتجاء أن يصرف عنهم ما أصابهم، ثم إذا رحمهم بكشف ما أصابهم، إذا جماعة منهم يرجعون إلى إشراكهم مع الله غيره في الدعاء.
التفاسير العربية:
لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ
إذا كفروا بنعم الله - ومنها نعمة كشف الضر - وتمتعوا بما بين أيديهم في هذه الحياة فسوف يرون يوم القيامة بأعينهم أنهم كانوا في ضلال واضح.
التفاسير العربية:
أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ
ما الذي دعاهم إلى الشرك بالله ولا حجة لهم؟! فما أنزلنا عليهم حجة من كتاب يحتجون بها على شركهم بالله، وليس معهم كتاب يتكلم بشركهم، ويقرر لهم صحة ما هم عليه من الكفر.
التفاسير العربية:
وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةٗ فَرِحُواْ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ
وإذا أذقنا الناس نعمة من نعمنا كالصحة والغنى فرحوا بها فرح بطر وتكبروا، وإن ينلهم ما يسوؤهم من مرض وفقر بما كسبته أيديهم من المعاصي، إذا هم يَيْئَسُون من رحمة الله، ويقنطون من زوال ما يسوؤهم.
التفاسير العربية:
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ
أَوَلم يروا أن الله يوسع الرزق لمن يشاء من عباده امتحانًا له أيشكر أم يكفر؟ ويضيّقه على من يشاء منهم ابتلاء له أيصبر أم يتسخط؟! إن في توسيع الرزق لبعض، وتضييقه على بعض، لدلالات للمؤمنين على لطف الله ورحمته.
التفاسير العربية:
فَـَٔاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ
فأعط - أيها المسلم - صاحب القرابة ما يستحقه من البر والصلة، وأعط المحتاج ما يدفع به حاجته، وأعط الغريب الذي انقطعت به السبيل عن بلده، ذلك الإعطاء في تلك الوجوه خير للذين يريدون به وجه الله، والذين يقدمون هذه المعونة والحقوق هم الفائزون بنيلهم ما يطلبونه من الجنة، وبسلامتهم مما يرهبونه من العذاب.
التفاسير العربية:
وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ
وما دفعتم من أموال إلى أحد من الناس بغية أن يردّها إليكم بزيادة فلا ينمو أجره عند الله، وما أعطيتم من أموالكم إلى من يدفع بها حاجة تريدون بذلك وجه الله، لا تريدون منزلة ولا مثوبة من الناس، فأولئك هم الذين يُضَاعَف لهم الأجر عند الله.
التفاسير العربية:
ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ ثُمَّ رَزَقَكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡۖ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَفۡعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيۡءٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ
الله وحده هو الذي انفرد بخلقكم، ثم رِزْقِكم، ثم إماتتكم ثم إحيائكم للبعث، هل من أصنامكم التي تعبدونها من دونه من يفعل شيئًا من ذلك؟! تنزه سبحانه وتقدس عما يقول ويعتقد المشركون.
التفاسير العربية:
ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ
ظهر الفساد في البر والبحر، كالجدب وقلة الأمطار وكثرة الأمراض والأوبئة، بسبب ما عملوه من المعاصي، ظهر ذلك ليذيقهم الله جزاء بعض أعمالهم السيئة في الحياة الدنيا رجاء أن يرجعوا إليه بالتوبة.
التفاسير العربية:
من فوائد الآيات في هذه الصفحة:
• فرح البطر عند النعمة، والقنوط من الرحمة عند النقمة؛ صفتان من صفات الكفار.

• إعطاء الحقوق لأهلها سبب للفلاح.

• مَحْقُ الربا، ومضاعفة أجر الإنفاق في سبيل الله.

• أثر الذنوب في انتشار الأوبئة وخراب البيئة مشاهد.

قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلُۚ كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّشۡرِكِينَ
قل - أيها الرسول - لهؤلاء المشركين: سيروا في الأرض، فتأملوا كيف كانت نهاية الأمم المكذبة من قبلكم؟ فقد كانت عاقبة سيئة، كان معظمهم مشركين بالله، يعبدون معه غيره، فأهلكوا بسبب إشراكهم بالله.
التفاسير العربية:
فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ ٱلۡقَيِّمِ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا مَرَدَّ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۖ يَوۡمَئِذٖ يَصَّدَّعُونَ
فأقم - أيها الرسول - وجهك لدين الإسلام المستقيم الذي لا اعوجاج فيه من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي إذا جاء لا راد له، في ذلك اليوم يتفرق الناس: فريق في الجنة مُنَعَّمون، وفريق في النار معذبون.
التفاسير العربية:
مَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِأَنفُسِهِمۡ يَمۡهَدُونَ
من كفر بالله فضرر كفره -وهو الخلود في النار - عائد عليه، ومن عمل عملًا صالحًا يبتغي به وجه الله فلأنفسهم يُهَيِّئون دخول الجنة والتنعم بما فيها خالدين فيها أبدًا.
التفاسير العربية:
لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ
ليجزي الذين آمنوا بالله، وعملوا الأعمال الصالحات التي ترضي ربهم، من فضله وإحسانه، إنه سبحانه لا يحبّ الكافرين به وبرسله، بل يمقتهم أشدّ المقت، وسيعذبهم يوم القيامة.
التفاسير العربية:
وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن يُرۡسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٖ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَلِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ بِأَمۡرِهِۦ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ
ومن آياته العظيمة الدالة على قدرته ووحدانيته: أن يبعث الرياح تبشر العباد بقرب نزول المطر، وليذيقكم - أيها الناس - من رحمته بما يحصل بعد المطر من خَصْب ورخاء، ولتجري السفن في البحر بمشيئته، ولتطلبوا من فضله بالتجارة في البحر، ولعلكم تشكرون نعم الله عليكم فيزيدكم منها.
التفاسير العربية:
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
ولقد بعثنا من قبلك - أيها الرسول - رسلًا إلى أممهم، فجاؤوهم بالحجج والبراهين الدالة على صدقهم، فكذبوا بما جاءتهم به رسلهم، فانتقمنا من الذين ارتكبوا السيئات، فأهلكناهم بعذابنا، وأنجينا الرسل والمؤمنين بهم من الهلاك، وإنجاء المؤمنين ونصرهم حق أوجبناه علينا.
التفاسير العربية:
ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَيَبۡسُطُهُۥ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ يَشَآءُ وَيَجۡعَلُهُۥ كِسَفٗا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦۖ فَإِذَآ أَصَابَ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ
الله سبحانه هو الذي يسوق الرياح ويبعثها، فتثير تلك الرياح السحاب وتحركه، فيمدّه في السماء كيف يشاء من قلة أو كثرة، ويصيّره قطَعًا، فترى - أيها الناظر - المطر يخرج من بين ذلك السحاب، فإذا أصاب بالمطر من يشاء من عباده إذا هم به يسرّون برحمة الله لهم بإنزال المطر الذي يعقبه إنبات الأرض بما يحتاجونه لأنفسهم ولدوابّهم.
التفاسير العربية:
وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ
وقد كانوا من قبل أن ينزل عليهم الله المطر لآيسين من نزوله عليهم.
التفاسير العربية:
فَٱنظُرۡ إِلَىٰٓ ءَاثَٰرِ رَحۡمَتِ ٱللَّهِ كَيۡفَ يُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ
فانظر - أيها الرسول - إلى آثار المطر الذي ينزله الله رحمة لعباده، كيف يحيي الله الأرض بما ينبته عليها من أنواع النبات بعد جفافها ويبسها، إن الذي أحيا تلك الأرض الجافة لهو باعث الأموات أحياء، وهو على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء.
التفاسير العربية:
من فوائد الآيات في هذه الصفحة:
• إرسال الرياح، وإنزال المطر، وجريان السفن في البحر: نِعَم تستدعي أن نشكر الله عليها.

• إهلاك المجرمين ونصر المؤمنين سُنَّة إلهية.

• إنبات الأرض بعد جفافها دليل على البعث.

وَلَئِنۡ أَرۡسَلۡنَا رِيحٗا فَرَأَوۡهُ مُصۡفَرّٗا لَّظَلُّواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ يَكۡفُرُونَ
ولئن بعثنا على زروعهم ونباتهم ريحًا تفسده عليهم، فرأوا زروعهم مُصْفرّة الألوان بعد أن كانت مُخْضرّة لظلّوا بعد مشاهدتهم لها يكفرون بنعم الله السابقة على كثرتها.
التفاسير العربية:
فَإِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ
فكما أنك لا تستطيع إسماع الموتى ولا تستطيع إسماع الصم، وقد ابتعدوا عنك ليتأكد عدم سماعهم، فكذلك لا تستطيع أن تهدي من أشبه هؤلاء بالإعراض وعدم الانتفاع.
التفاسير العربية:
وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِ ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ
وما أنت بموفِّق من ضلّ عن الطريق المستقيم إلى سلوك سبيل الرشاد، لا تُسْمِع سماعًا يُنْتَفع به إلا من يؤمن بآياتنا؛ لأنه هو الذي ينتفع بما تقوله، فهم منقادون لأمرنا، خاضعون له.
التفاسير العربية:
۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ
الله هو الذي خلقكم - أيها الناس- من ماء مَهِين، ثم جعل من بعد ضعف طفولتكم قوة الرجولة، ثم جعل من بعد قوة الرجولة ضعف الشيخوخة والهرم، يخلق الله ما يشاء من ضعف وقوة، وهو العليم بكل شيء، لا يخفى عليه شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء.
التفاسير العربية:
وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ
ويوم تقوم القيامة يحلف المجرمون ما مكثوا في قبورهم إلا ساعة، كما صُرِفوا عن معرفة قدر ما لبثوا في قبورهم كانوا يصرفون في الدنيا عن الحق.
التفاسير العربية:
وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ
وقال الذين أعطاهم الله العلم من الأنبياء والملائكة: لقد مكثتم فيما كتبه الله في سابق علمه من يوم خلقكم إلى يوم بعثكم الذي أنكرتموه، فهذا يوم يُبعث الناس من قبورهم، ولكنكم كنتم لا تعلمون أن البعث واقع، فكفرتم به.
التفاسير العربية:
فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ
فيوم يبعث الله الخلائق للحساب والجزاء لا ينفع الظالمين ما يختلقونه من أعذار، ولا يطلب منهم إرضاء الله بالتوبة والإنابة إليه؛ لفوات وقت ذلك.
التفاسير العربية:
وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَلَئِن جِئۡتَهُم بِـَٔايَةٖ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُبۡطِلُونَ
ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن - عناية بهم - من كل مثل؛ ليتضح لهم الحق من الباطل، ولئن جئتهم - أيها الرسول - بحجة على صدقك ليقولنّ الذين كفروا بالله: ما أنتم إلا مبطلون فيما جئتم به.
التفاسير العربية:
كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ
مثل هذا الختم على قلوب هؤلاء الذين إذا جئتهم بآية لا يؤمنون بها، يختم الله على قلوب كل الذين لا يعلمون أن ما جئتهم به حق.
التفاسير العربية:
فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ
فاصبر - أيها الرسول - على تكذيب قومك لك، إن وعد الله لك بالنصر والتمكين ثابت لا مرية فيه، ولا يدفعك الذين لا يوقنون بأنهم مبعوثون، إلى الاستعجال وترك الصبر.
التفاسير العربية:
من فوائد الآيات في هذه الصفحة:
• يأس الكافرين من رحمة الله عند نزول البلاء.

• هداية التوفيق بيد الله، وليست بيد الرسول صلى الله عليه وسلم.

• مراحل العمر عبرة لمن يعتبر.

• الختم على القلوب سببه الذنوب.

 
سورة: الروم
فهرس السور رقم الصفحة
 
اللغة العربية - المختصر في تفسير القرآن الكريم - فهرس التراجم

المختصر في تفسير القرآن الكريم باللغة العربية، صادر عن مركز تفسير للدراسات القرآنية.

إغلاق